الخميس، 11 يوليو 2013

9- رغم الوجع


كانت تستقوى به على الألم اللعين فكلما مسك يدها ليطمأنها تشعر بأنها لم تعد بحاجة لأية مسكنات للوجع الذي يسكن جسدها الهزيل
 لم تكن تخاف الموت كان فراقه جل همها كانت تخاف عليه فذلك العجوز من سيهتم به بعدها من سيوقظه صباحا ليعد له فطوره الذي يحبه ويعطيه دواءه في مواعيد لا يعرفها سواها حتى هو لم يشغل باله يوما ليعرف ما فائدة تلك الأدوية الكثيرة التي ترافقهم منذ أن أصابتهم بعض أعراض الشيخوخة كانت يكتفي بأنها تعرف
من سيخرجه ليذهب به لتلك الاماكن التي يحبها كلاهما ومن غيرها يعرف سر الذكرى لكل مكان
 ومن سيذكره بالاشخاص الذين قد بدأوا ينسحبوا من ذاكرته دون أن يعي هو انه قد بدأ ينسي .. من غيرها
لم تكن تهاب الموت فكان يكفيها تلك السعادة التي عاشتها معه وذلك الحب الذي بقي بينهم طوال سنوات
ومن غيره استطاع أن يجعل من قلبها فراشة ومن روحها بساتين خضراء ومن احلامها اشجار تطرح صباحات بنكهة عشقهما
كان بحياتها شمس لا تغيب
حين انتقلت للمشفى طلبت منه الا يخبر أحدا من الاقارب او الاصدقاء 
 كانت تطمع فى كل دقيقة باقية لتقضيها معه وحده 
وبرغم الوجع استطاع كعادته أن ينزع من قلبها ضحكة صادقة كان يسأل الله في كل مرة منذ ان داهمها هذا المرض اللعين الا تكون الاخيرة .. تذكرا معا اللقاء الأول والكلمة الأولى والحلم الأول تحدثا وضحكا كثيرا  كان لقائهم الأخيرمبهجا كحياتهم دائما .. قبلت يده وأغمضت عيناها ورحلت بهدوء بعد ان انطفئ الضحك وحل بدلا منه نحيبه 

هناك تعليقان (2):

  1. أقرأ و أسأل نفسي و أبحث عن أثر للحبّ ..

    حسنا .. لأعد القراءة و أستمتع ببعض سعادة و نحيب الحبّ .. الذي رغم رحيله فهو كان يوما ما و ذكراه وحدها بما فيها من ألم سعادة .. عساه يعود لحياتنا اليومية .. فلست أدري حقا فيما أغضبناه كي يرحل !

    كنتُ هنا :)

    ردحذف
  2. لا اله الا الله لونك حزايني ليه يا فسواني ؟ وفي رايك القصص ديه موجودة ؟ مظنش الرجالة الكويسة بتموت صغيرة مبتعمرش اساسا
    كلامك حلو ياريت يكون فيه منه في الحقيقة
    لنا جار كان اكبر من مراته يجي ب 20 سنة وكان معرفها تعمل ايه لما يموت وعامل حسابه على كده سبحان الله هي ماتت قبله مبقاش عارف ويقول للناس انه كان المفروض يموت هو الأول .. رحمة الله عليهما الآن سبحان من له الدوام

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.