الأحد، 7 يوليو 2013

6- وكان اسمها حنيناً


هناك حيث الوداع بطلاً شريراً يلتهم بأنياب الفراق أحبة لنا يأخذهم بعيداً دون موعد .. يتركنا على أرصفة الدمع ملوحين لهم بسلام موجع ودعاء لا ينقطع
-----
لم تعرف تحديدا لماذا أطلقوا عليها هذا الاسم فى الغالب كان اسما جديدا وقت مولدها  فأعجبهم نغمة أحرفه ، بالتأكيد هم أعادوا تكراره كثير حنين حنين روحى ياحنين تعالى يا حنين 
ألم يكن بينهم عاقلا يخبرهم بأن لكل منا نصيب من اسمه؟ ألم يفكروا للحظة بما قد تعانيه إن كان هذا صحيحا ؟ هي لا تتذكر أيضا من أخبرها بهذا ، لكنها ايقنت منذ فراقه أنها قد حصلت على نصيبها من هذا الإسم الموجع

في المساء ذهبت لغرفتها تحزم أمتعتها وتعد حقائبها لم تكن سعيدة ولا حزينة كانت صامتة لا تتحدث حتى  لنفسها تعرف جيداً أنها أن فكرت قليلا ستبقي
مصادفة أو عن قصد مددت يدها لتلتقط  رسائله وضعتها تلقائيا بحقيبة يدها دون أن تعاود قراءتها كعادتها
حين انتهت كان المطر قد بدأ يطرق زجاج نافذتها حاولت تجاهله ولكن زادت دقاته المتلاحقة ، واستفزها اكثر تسرب  رائحته الرطبة الى غرفتها
قامت مسرعة لتسدل الستائر وتشعل أعواد البخور وقامت بتعلية صوت مزيكا صاخبة لتمنع هذا الحنين المتسرسب رويداً رويداً لروحها
هاهي لعنة الاحرف تصيبها مجددا فكلما حاولت وئدها  تسرب لروحها ما يوقظها ، إنه المطر ذلك الضيف الذي صاحبهما فى لقائمها الاول
لم تعرف لماذا يعود فى تلك الليلة وقد كان نهاراً مشرق دافئ لا يبشر بأية أمطار ؟ لماذا يهاجمها الان بعد ان نوت مقاومة نوبات الحنين التى تجتاح روحها بين الفينة والاخري؟ تلك لا تستطيع فيها أن تفكر فى سواه فتشعر به قريبا وكأنه حاضراً لم يغب أوكأنهما افترقا بالأمس القريب
قررت ألا تقع فريسة للمطر و أن تنفصل عن الواقع و تنشغل بتلك النغمات العالية ستغني معها وترقص حتى يصيبها التعب وتنام
وفي المنام رأته واقفا هناك فى محطة القطار حين لمحته مشيت مسرعة تجاهه  فتركها ورحل
استيقظت وروحها مثقلة به
ودعت أهلها ورفضت ان يقوم أحد منهم بمرافقتها لمحطة القطار فلم تكن لديها القدرة على محادثة أحد أو الاستماع لنصائح مكررة  ، استمعت لكل نصائح أمها من قبل همت أن تسألها مجدداً عن سبب تسميتها بهذا الاسم لكنها تراجعت تعرف ردة الفعل فى الغالب ستنظر لها أمها بغرابة لتكرار سؤالها كثيراً فى الآونة الأخيرة وتقول لها : يابنتى مش عاجبك غيريه وتتضرب كفا بكف وتحرك رأسها يمينا ويسارا متمتمة : ربنا يهديكي
لترد بدورها دون أن تُسمعهم لن تعوا أبدا جرم مافعلتم ألصقتم بي قدراً لا يمحى وجنوناً لن يهدأ 
تثاقلت خطواتها أمام ذلك المبنى الكبير الذي سينقلها لبعيد بعد أن تترك على أرصفته حقائب الحنين معلق بها شهادة ميلادها تلك التي بها بدأت اللعنة
بعض الفراق يترك ورائه وجع لا يغتفر فلا يترك فينا ثغرة للذكريات
 وبعضه كموج غاضب يطرحنا ارضا لنخرج منه مرتبكين اثر الوقعة لكن سريعا ماتجف جراحنا
وبعضه هادئاً يتركنا بغصة فى الحلق وبدمعة نكابر فى التفريط فيها وبحنينا يغلف أرواحنا المشتاقة
تحرك القطار وفى حقيبتها بعض من روحه ، تركت حقائبها المملوؤة بالحنين ولم تدرك أن قلبها على سهوة منها غافلها وتعلق بها 
وبعيداً كان هناك حيث لم تراه هي ودعها بغصة فى الحلق وبدمعة كابر فى التفريط فيها وأخذ حقائبها ورحل 

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.