لماذا لا يجيبنا الله عن أسئلتنا المؤرقة ؟
تلك التي نقف أمامها عاجزين عن الفهم ، فيتركنا لعقولنا القاصرة تأرجحنا هنا وهناك فلا تصل بنا ابداً لبر من الفهم المرضي لما يحدث دائماً أو ما لا يحدث ابداًلماذا من الأساس تحدث لنا أمور لا نفهمها تستهلك الكثير من طاقتنا في محاولات بائسة لا تصل بنا إلا لمزيد من التساؤلات الغير مجدية
كم أحقد على هؤلاء الذين لا يشغلون عقولهم بتفاصيل مرهقة كم هم محظوظون هؤلاء الذين لا يغوصون فى تفاصيل الحياة يعيشون يوم بيوم ينسوا ما جري بالامس ولا يتطلعون لهذا الغد البعيد
عني أعتقد دائماً أن ما يحدث عقاب من الله
لعل ما رسخ ذلك عندي أكثر هؤلاء الشيوخ المختلون الذين يعلوا صوتهم بالصراخ دائماً إذ أنني كنت قد استمعت إليهم ما يقرب من عامين في إحدى نوباتي للبحث عني هم دائماً يتحدثون عن عقاب الله وكأنهم لا يحفظون من أسماءه سوى الجبار المنتقم أؤمن أن لا شئ يحدث عبثاً وأن هناك دائماً حكمة ما بالرغم من أني أضيع كثيراً من طاقتي فى البحث عنها وفي ربط ما حدث وما يحدث ببعضه البعض .. إلا انني رغم كل محاولاتي لا أصل أبداً لتلك الحكمة المستترة خلف أفاعيل القدر
لا أدري حقاً إن كان هناك أحد قادر على الفهم ؟ أين هم إذاً هؤلاء العقلاء الفاهمون ليشرحوا لنا لماذا وكيف ؟ لماذا لا يضعهم الله بطرقنا ؟
هل هم أكثر إيماناً منا نحن البشر العاديون ؟
هل هو الإيمان حقاً ذلك النور الذي يضئ لنا طرقنا المظلمة فنهتدي به لتلك الحكمة؟
أم أن ما يفعله الإيمان بنا هو أن نرضى ومن ثم نتوقف عن التطلع والبحث؟
ثمة شعرة ما بين الرضا والإستسلام
الرضا هل هو ذلك الشعور بالراحة والسكينة والاطمئنان محاط بشفافية الإيمان ؟ وبهما نسلم بكل ما يحدث كما هو ونترك تلك الحكمة لحين وقتها؟
أم أننا قد نصل إليها بتراكم التجارب تسلمنا تجربة لآخري ونتعلم مابين درس وآخر إلي أن نصل لدرجة فهم قد تؤرقنا أكثر مما تريحنا؟
الراحة كم هو شاق طريقها .. نقضي العمر نأمل الوصول لتلك اللحظة التي يتوافق فيها حلمنا والواقع فنسد كل الفجوات التي تملأ أرواحنا اللاهثة خلف الحكمة الضالة التي قد نمل من البحث عنها فنتوقف أو أننا قد نصل فنهدأ أو أننا ننسى فننشغل بذاكرتنا التي صارت أضعف وبتجاعيد صارت أوضح وبعمر ضاع في تساؤلات غير مجدية